جَوهَرُ العَوْنِ في إِنكارِ الْمُنْكَرِ
كُتبت منذ 3 أشهر
عن ابنِ مَسْعودٍ رضي اللهُ تعالى عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ:
«بِحَسْبِ الْمَرْءِ إذا رأَى مُنْكَراً لا يَسْتَطِيعُ له تَغْييراً أَنْ يَعْلَمَ اللهُ تعالى أَنَّهُ له مُنْكِرٌ»
| البخاري في التاريخ والطبراني |
· بِحَسْبِ الْمَرْءِ؛ أي: يَكْفِيهِ في الخُروجِ عن عُهْدَةِ الواجِبِ مِنْ إِنْكارِهِ الْمُنْكَرِ على فاعِلِهِ إذا رآهُ، بأَيٍّ مِنْ صُوَرِ الإمكانِ حتى الداخل القلبي.
·إذا رأى مُنْكَراً؛ وهو عالِمٌ بحُكْمِ الشَّرْعِ فيه -نهياً وتحريماً- عَبْرَ ضَوابِطِ العِلْمِ الصحيحِ لا الهوى، أو المصلحةِ الشخصيةِ الخاصَّة.
·لا يَسْتَطِيعُ له تَغْييراً؛ أي: إزالَةً باليَدِ، أو باللِّسانِ لاعْتِباراتٍ شَرْعِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ كَضَعْفِ المنكِر، وقُوَّةِ المتَصَرِّفِ في فاعِلِهِ، أو خشيةَ الوقوعِ في مُنْكَرٍ أكبرَ وذلك بِفَتْحِ بابِ فِتْنَةٍ جارفَةٍ تُوَسِّعُ دائرةَ الإيذاءِ والضُّرِّ والهَلاكِ أكثر.
·أنْ يَعلَمَ اللهُ تعالى؛ بِعِلْمِهِ القديمِ الذي لا يَسْبِقُهُ جَهْلٌ، الكاشِفِ لِلسَّرائرِ وما تُخْفِي الصُّدورُ، العالِمِ بالسِّرِّ وأَخْفَى أَنْ يَعلَمَ نِيَّةَ ذلكَ الْمُنْكِرِ لِلْمُنْكَرِ.
·أَنَّه له مُنْكِرٌ؛ بِقَلْبِهِ لِعِلَّةِ إِمْكانِهِ، لكنَّهُ يَكْرَهُهُ بِقَلْبِهِ، وهو ذو عَزْمٍ على تغييرِهِ عندَ القُدرةِ على إزالتِهِ.
· ختاماً؛ قلت: كُلٌّ مِنَّا صاحبُ قُدَرٍة تَخُصُّه وبها يُطالَبُ في أَنْ يُنْكِرَ الْمُنْكَرَ باليَدِ، أو باللِّسانِ، أو بالقَلْبِ، وعليه؛ فَكُلُّ واحِدٍ مُؤاخَذٌ بالتقصيرِ حيالَ ذلك الإمكان.
·فاللَّهُمَّ! أَعِنَّا ولا تُعِنْ عَلَيْنا، وكُفَّ أَيْدِيَ الظَّالِمِينَ عَنَّا، وخُصَّنا برحَماتِكَ وأَسبابِ عَوْنِكَ، واجْعَلْنا أَهْلاً لِإعلاء كَلِمَةِ الحَقِّ في كُلِّ وَقْتٍ وآنٍ، وفي الحالِ والْمَآلِ ياذا الجلالِ والجَمال، يا ذا الطَّوْلِ والإنْعام.