فَضْلُ الصيامِ على الصائمِ
كُتبت منذ 3 أسابيع
عن أبي هريرة رضي اللهُ تعالى عنه عن النَّبيِّ ﷺ قال :
«الصِّيامُ جُنَّةٌ، وحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّار»
|رواه أحمد بإسناد حسن|
·الصِّيامُ جُنَّةٌ؛ أي: وقايةٌ لِلصائمِ مِنَ زَلّاتِ الهَوى في دُنْيا التَكْليفِ، وسُتْرةٌ بَيْنَهُ وبينَ النَّارِ في الآخِرَةِ.
·وحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ؛ ذلِكَ أَنَّها مَحْفُوفَةٌ بالشهواتِ، والصيامُ يُحَصِّنُهُ منها. قال أبوزُرْعَةَ: مِنْ هذا الخَبَرِ -أي: وما ماثلَهُ- أَخَذَ جَمْعٌ أَنَّ الصومَ أَفْضَلُ العباداتِ البَدَنِيَّةِ مُطْلقاً.
والخُلاصةُ: أَنَّ أَهَمِيَّةَ الصَّومِ تلكَ نابِعَةٌ مِنِ التِزامِ الصائمِ بِتَرْكِ الطعامِ والشَّرابِ والشَّهْوَةِ إِرضاءً لِمَولاه، وتَقَرُّباً مِنْ أَجْواءِ تَجَلِّياتِهِ وحُبّاً له كَعِبادَةٍ فيها كَسْرٌ لِهوى النَّفْسِ لا سيَّما إذا أَلِفَتِ الاسْتِرْسالَ فيما يَحْجُبُها عنِ الهِمَّةِ في العبادةِ، فَيَأْتي الصيامُ لِيَأْطِرَ النَّفْسَ على الْمَرْضِيِّ مِنَ الأعمالِ، ويُرَوِّضُها بالاسْتِمْرارِ لِتَحْقيقِ الآمالِ بِعَظِيمِ القُرْبِ مِنْ ذي الجلالِ والجمال سبحانه وتعالى. مِنْ أَجْلِ هذا كانَ السَّلَفُ الصالحونَ يُكْثِرونَ مِنَ الصِّيامِ حتى مَتَّعَهُمْ اللهُ تعالى بِكمالاتِ الْمَعارِفِ، وأُنْسِ الحُضورِ الدائمِ، فَعَظُمَتْ فِراسَتُهُمْ وقَوِيَتْ بَصيرتُهُمْ حتى شَهِدُوا ما لَمْ يَشْهَدْهُ النَّاظِرونَ.